كتاب ميزان الأذى – جولان حاجي
يتابعُ الشاعر والطبيب السوري جولان حاجي في «ميزان الأذى» (دار المتوسط 2018) مشروعَهُ الشعريّ الذي ابتدأهُ قبل أكثر من عقدٍ، وميّزهُ عن بقية مجايليهِ وزملائهِ من الشعراء السوريين، من خلال اللغة الرصينة المرصوفة، والاشتغالِ الجدّي على القصائد قبيل إخراجِها من المُختبرِ المُنعزلِ المُعتم إلى النّور وضوضاء الحياة.في هذه المجموعةِ الشعرية يذهبُ جولان حاجي الشاعر الطبيب إلى تحويلِ الأذى إلى مادةٍ ملموسة، يُمكنُ للحواس التقاطها بيسر. هو الذي لم يحبّ الدخول إلى معتركِ القصيدة اليومية في أيّ من أعمالهِ السابقة، ولم يحبّ أيضاً ربطَ الطبّ بالشعر، أسوةً بشعراء كثيرين حول العالم، يُقدّمُ لنا في هذه المجموعةِ نصوصاً لم تستطع الفكاكَ من الأذى السوريّ المباشر، الذي لا يحتملُ المجاز ولا التأويل، ويحوّلَ الصورَ المتبقية في ذاكرته، إلى نصوصٍ تترك أثراً عضوياً لدى القارئ، بحيثُ يشعرُ المتمعن في قراءة هذه النصوص أنّ الأذى يصيبُهُ هو بالذات.
ارتخاءٌ في العضلاتِ وضيقٌ في التنفّس وشحٌّ في الهواء، إضافة إلى الخلل النفسيّ الذي يجعلُ قارئ «ميزان الأذى» يتساءلُ عن سببِ ومعنى كلّ ما يجري. عن سببِ الأذى ومعناه. وسبب الحياة ومعناها.
نحنُ أمام مجموعةٍ مُحكمةٍ لشاعرٍ مُحكم، ظلّت الأذيّةُ تراودُهُ عن نفسِها حتى سقطَ مستسلماً لكتابتها على نحوٍ فريدٍ للغاية.
يقولُ جولان حاجي: «ما أفدحَ ضعفي في وحدتي، وما أبشعَ قوّتي، حينَ تستفردُ أوهامي بي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب