كتاب نحو نظرية للفضاء في السرد – باشلار وفرانك وزوران
لم تحظَ دراسةُ الفضاء في السَّرديَّات باهتمام كبير عند مُقارنتها بالزمان، ولم يتم التعاطي معها إلا عَرَضًا خاصَّةً في السرديات الكلاسيكيَّة، ذلك أن الإمكانيَّات التي تُتيحُها مُعالجة الفضاء أقلُّ مما تتيحه معالجة الزمان، وهذا ما جعل الكثير من الدراسات النقدية تَنْصبُّ بدرجة كبيرة – داخل القصة والخطاب- على الشخصيات والزَّمنِ، بشكل خاصٍّ ما قدمه إ. إم. فورستر بخصوص الشخصيات (أركان الرواية)، وما قدَّمَه جنيت بخصوص الزمن.
واهتمَّ الكثير من علماء السرديَّات بالطريقةِ التي يتمُّ بها تقديم الحكاية داخل البُنية الخطابيَّة، أو الاستراتيجيَّات التي يلتمسُها الرِّوائي أو القاصُّ لعرض حكايته. ولئن ساهم ذلك بشكل كبير في تحليل البنية السرديَّة أو الخطاب، فلم يهتمَّ إلا ببنية اللُّغة من خلال اعتماده على ما قدمَتْه علوم اللغة.
نجد جملةً من المفردات التي تُحيلُ على هذا المكوِّن، منها على سبيل المثال: الحيِّز، والمكان، والمجال، والنِّطاق، والحدُّ، والموقع، والمفتوحُ والمغلق، وما إلى ذلك من التفريعات، رغم أن كل مفردة تُحيل على دلالة خاصة، على أن لفظة الفضاء قد تشملُ – في تقديرنا الشخصي- جميعَ هذه المفردات، وقد تدلُّ على أكثرَ من ذلك، من حيث ارتباطُها بما هو وجداني، وما هو مختزنٌ في الذاكرة؛ فقد يرتبط الفضاءُ بذكريات أحداث عاشها الشخص، وظلت لَصيقة به، بحيث متى تمَّ استدعاءُ هذه الذكريات يكون الإطار الفضائي حاضرًا.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب