كتاب نظرية الفعل التواصلي – يورغن هبرماس
يرى هبرماس أنّ غرض نظرية الفعل التواصلي هو إيضاح الأسس التي تقوم عليها نظرية نقدية في المجتمع؛ ذلك أنّ المفهوم الأساسي للفعل التواصلي إنّما يفتح السبيل إلى مركّب من ثلاثة موضوعات متشابكة بعضها مع بعض: يتعلق الأمر بدايةً ببلورةِ مفهومٍ عن العقلانية التواصلية يصمد أمام الاختصارات العرفانية – الأداتية للعقل، ثمّ بتصوّرٍ عن المجتمع من درجتين، من شأنه أن يربط براديغم عالم الحياة وبراديغم المنظومة بطريقة لا تكون خطابية فحسب، وأخيرًا، بنظرية في الحداثة، تفسّر نمط الباثولوجيا الاجتماعية التي ما فتئت تبرز اليوم على نحو منظور، على فرضِ أنّ ميادين الحياة المهيكَلة على نحو تواصلي باتت خاضعة للأوامر الصادرة عن منظومات الفعل المستقلة والمهيكَلة على نحو صوري.
يتألف المجلد الثاني (663 صفحة، موثقًا ومفهرسًا) من أربعة أبواب، ويبدأ تعداده بالباب الخامس بعد أربعة أبواب في المجلد الأول. ففي الباب الخامس، “تغيير البراديغم لدى ميد ودوركهايم: من النشاط بمقتضى غاية إلى الفعل التواصلي”، ملاحظة تمهيدية وثلاثة فصول. في الفصل الأول، “في تأسيس العلوم الاجتماعية على نظرية التواصل”، يبحث هبرماس في استشكال نظرية التواصل لدى ميد، والانتقال من لغة الإيماءات تحت البشرية إلى التفاعل بتوسط الرموز، والتدقيق في نظرية الدلالة لدى ميد بالاستعانة بمفهوم فتغنشتاين عن اتباع قاعدة ما، والانتقال من التفاعل بتوسط الرموز إلى التفاعل المسترشد بمعايير، والبناء التكميلي للعالم الاجتماعي والعالم الذاتي.
أما في الفصل الثاني، “في سلطة المقدس والخلفية المعيارية للفعل التواصلي”، فيتناول هبرماس دوركهايم والجذور المقدّسة للأخلاق، ومواطن الضعف في نظرية دوركهايم مستطردًا في الجذور الثلاثة للفعل التواصلي: المكوّن القضوي، والمكوّن الإفصاحي، والمكوّن المتضمّن – في- القول. كما يتناول الشكل التفكُّري للفعل الموجّه نحو التفاهم والعلاقة الانعكاسية بالذات.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب