كتاب نهاية العالم كما نألفه – إبراهيم المصري
يجزم إبراهيم المصري في بداية كتابه الجديد هذا، أنَّ طباعَ الحبّ ستكون أشدَّ شراسةً، ولن تختفي الحرب. فكرتان من بين خمسٍ لدى الشاعر عن الألفية الثالثة، يراهن فيها على أنَّ الكتابة إذا كانت مرافقة لشغف الإنسان ومحنته، فإنَّها أوَّل ما يستشعر المستقبل. وبين نبرة الأمل ونشوة التفاؤل والخوف من المجهول، تخرجُ نصوص الكتاب كجزرٍ من الضباب، كحالاتٍ متفرِّدة تجمعُها ظلالُ الحياة اللامتناهية، في عالمٍ يكتنفه الغموض والتوجّس وترقّب الموت المقيم على حواف الأشياء، وقد أصبحنا جميعاً موتاً يمشي على البسيطة.لا يتوارى الشاعر إبراهيم المصري وراء كلماتهِ، بل يفكِّكٌ سيرتهُ اليوميَّة وأسئلةَ الوجود المادِّي لأجسادنا المُبرمَجَة، قبل أن تتحوَّل أراوحُنا إلى كائنات رقميَّة، وقريباً “سيكون مونتاجُ الذاكرةِ متاحاً”، و”يعاد الاعتبار تكنولوجيَّاً للولادة والموت”، ونتناول طعامنا في “كبسولات”، ويصبحُ للملَل مختبرات، وكمبيوتر مركزي لإحصاء الفضائل … وعلى هذا النحوِ من كبساتِ زرٍّ تتحكم فينا، وفي الحياة والتاريخ والمستقبل، بروبوتات تشاركنا الحبّ والدموع والنّدم، وليُمسي العالم القديمُ بمآلات انهيارهِ، رفيقَ الشِّعر في النعش إلى المقبرة.
نصوصُ إبراهيم المصري هي تنبيهٌ وانتباهٌ لأحاسيس الجسد، وما يمكن اكتشافهُ بقوَّة الكلمات في دواخلنا، وأيضاً ما يضيعُ منّا، في فارق التوقيت، بين النهاية وما ألفناه. كتابةٌ حادةٌ وغنِّيةٌ بالمعارفِ والتفاصيل، لا تتوخّى الحذرَ في تحريكِ الراكد من أسئلةِ الفلسفة والدين والتراث والعلم. كما أنها، وبالسخرية اللَّازمة، تروي أهوالَ القادِم، الذي نعجنهُ بأيدينا اليوم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب