كتاب هاتف الموتى – باسم مدحت
لخوف هو ذلك الشعور القوي، الطاغي فوق كل المشاعر، أقوى الابتلاءات التي قد يُبتلى بها الإنسان، فهو مثل الثعبان، يتخلَّص من هيئته وشكله ويتغيَّر دائمًا، ويعود باستمرار بأشكالٍ مختلفة، فكلما اعتدنا على صورةٍ له، جاءنا بهيئةٍ أكثر رُعبًا، فيمكنه أن يتجسَّد في صورة شبحٍ منتقمٍ قاتلٍ لا يعرف للرحمة طريق، أو هاتفٍ ملعونٍ يتصل بالموتى، أو رُبَّما قرية بعيدة يسكنها قوم ليسوا ببشر، أو فيروس مدمِّر يقضي على البشرية، إنَّه مثل ركوبك الإفعوانية دون إرادتك، تعرف ما سيحدث ولا توجد طريقة لتجنُّبه، يداك تتعرَّقان، ضربات قلبك تتسارع، وما عليك سوى التمسُّك بالدرابزين؛ لأنَّ استسلامك له يعني الموت.
ما سرُّ ذلك الهاتف الغامض الذي ظهر فجأةً ولم يُعرَف له صاحب؟! وما تفسير تلك الصور الغريبة التي تظهر باستمرار على شاشته؟! مَن الذي يتحدَّث من رقمٍ مجهول ولا يُسمَع له صوت؟! إضاءة غامضة، طُرقات مستمرة، أصوات متداخلة غير مُفسَّـرة، صافرات حادة تصمُّ الآذان، وفتاة تائهة تتخبَّط وسط هذا العالم، فهل كل ما يحدث سببه هذا الجوال، أم أنَّ هناك لغزًا ما لا يمكن تفسيره؟!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب