كتاب هايدغر ضد هيجل (التراث والاختلاف) – عبد السلام بنعبد العالي
من خلال متابعة إحدى المحاورات الأسلسية التي تعرفها الفلسفة المعاصرة ، يحاول المؤلف أن يرصد في هذا الكتاب أصول بعض المفاهيم الفلسفية التي يقوم عليها الفكر المعاصر كمفهوم الوحدة والاختلاف والتاريخ والايديولوجية … وهي مفاهيم لا تبعد كثيرا عن جدالاتنا ولغتنا .
إنّ أهميّة هيجل تنبع من أنّ أوّلَ مفكر تحقّق لديه وعيٌ واضح بالروابط العميقة بين الأحداث الكبرى المُدشّنة للحداثة، واستشعر جدّتها الكلّية بالقياس إلى ما سبقها، وفطِنَ إلى الدلالة الفلسفية المشتركة بين أحداث متناثرة ومتنافرة، هو هيجل؛ فالحداثة -كما يقول هابرماس- لم تعِ ذاتها فلسفياً، وبشكل صريح وواضح، إلا مع هيجل؛ إنّه فيلسوف النهاية القارّة، الذي قال إنّ “الفلسفة هي العالم مقلوباً” فالعالم، عنده، هو التصوّرات معكوسة في المرآة. إنّ الفلسفة، عنده، مرآة الطبيعة، كما يقول يصفها ريتشارد رورتيومن. وهنا، أيضاً، تأتي أهميّة هيدجر، إنّ هيدجر هو الفيلسوف، الذي حوّل السؤال عن ماهية الحقيقة، إلى السؤال عن حقيقة الماهية، هو الذي أبدى الأهمية القصوى للواقع، الذي جئنا، مبكراً، إلى العيش مباشرةً في رحابه -كما يقول هو- بعيداً عن آلهة التصوّرات المنعكسة على العالم، التي قرّر أنّنا، في الوقت نفسه، جئنا متأخرين عن الوقوع في أسرها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب