كتاب هكذا تكلمت سيمون دو بوفوار – ماريا فاوسيه
كانت سيمون دوبوفوار رائدة على كثير من الأصعدة. فكما سارتر وكامو، واصلت هي أيضاً التفكير بفلسفة يكون لـ «الإنسان المجبر على الحرية» مكانة مركزية فيها. ففي فلسفتهم لم يُلغَ الله والآخرة فقط، بل كذلك سلطة القائد الديني: كل إنسان مسؤول بنفسه عن أفعاله، وعن خياراته التي يتخذها بخصوص الظلم في العالم. ومن لا يحتجّ على الحرب والظلم والعلاقات غير المتساوية، فهو يقبل إذن بالوضع الراهن.وقد عزوا كثيراً من أشكال الظلم للرأسمالية.
لا يمكن لمجتمع طبقي مبني على تعظيم الربح إلا أن يترافق باستغلال العمال في البلدان المستولى عليها من قبل الغرب. كان كامو الوحيد من بينهم الذي انتسب فتر
ة من الزمن إلى الحزب الشيوعي، وكذلك كان أول من اتخذ موقفاً علنياً من «الاشتراكية على أرض الواقع». أما دوبوفوار، فقد عُرِف عنها أنها بقيت طويلاً مثل سارتر من المؤيدين. ولا يخفى أنها ضاقت ذرعاً بالبيروقراطية والقمع في الاتحاد السوفيتي، غير أنها أملت أن يعمل خلفاء جوزيف ستالين على تغيير الوضع بعد وفاته في عام 1953. ارتبطت حياتها وعملها وفكرها بالحرب الباردة التي لن تشهد نهايتها.
وكانت من المثقفات اللواتي اعتقدن أن الإمبريالية الأميركية سوف تفضي إلى مزيد من اللامساواة والحرب. سافرت إلى الصين وروسيا، وقابلت الرئيس السوفيتي غورباتشوف، وسمحت – غير ممتنة – أن يأخذها الحزب في جولة لترى العمال والعاملات السعداء في المصانع الكبيرة والمزارع الجماعية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب