كتاب وقت التين – سلطان موسى الموسى
تروي لنا الأناجيل قصةً حول السيد المسيح، إذ شعر بالجوع بعد خروجه من (بيت عنيا) ثم
نظر إلى شجرة تينٍ من بعيد وعليها ورقٌ كثيف، فهبّ إليها ولكنهُ لم يجد فيها ما يأكله،
أخبروه أنه لم يكن وقتًا للتين، ولكنهُ لعنها قائلًا: (لا يأكل أحد منكِ ثمرًا بعد الآن) فيَبست
التينة اللعينة إلى الأبد.
وبعيدًا عن الجدل الذي دار حول هذه القصة في التراث المسيحي، وكثرة الشرّاح لها
وتهافُت من سعى للإجابة على دوافع السيد المسيح من لعن الشجرة، إلا أن وقت التين
صار مصطلحًا يدل في رمزيته ومعناه على رغبتنا التي تسبق وقتها المعلوم، فنلومُ الأشياء,
التي تأخرت وكأن العيب عيبها عندما لم تنضج أثناء توقنا إليها.
ولستُ أدري إن كان كتابي هذا قد نضج في موسم حصاده، أم أنني كنتُ مدفوعًا أمام
ويلات من يسألني عن إصدارٍ جديدٍ، فيلهبون حماسي ويشحذون همّتي بكرةً
وعشيًّا.
فمن القرّاء من يستحق أن أثمر له في غير موسمي، وأن أجعل الوقت لأجلهِ وقتًا للتين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب