كتاب يوميات – ماري باشكيرتسيف
“أتقنت الإنجليزية والإيطالية إلى جانب الفرنسية والروسية، وهي لمّا تزل في الرابعة عشرة. وفيما بعد قرأت الألمانية واليونانية واللاتينية، كما أجادت العزف على البيانو وتالياً الهارب والماندولين. كان لها صوت ملائكي، صُنّف من طبقة ميتزو سوبرانو، وبرعت في الغناء الأوبرالي.
قرأت بنهم والتهمت التاريخ اليوناني والروماني، إلى جانب الآداب الفرنسية والإنجليزية والألمانية.
وفي زمن كانت المدارس الثانوية حكراً على الذكور، استدعت ماري عدداً من الأساتذة لتدريسها المنهاج الثانوي بشكل مكثّف وفق برنامج وضعته بنفسها.ولدت ماري في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوڤمبر 1858، زمن الإمبراطورية الروسية، في مدينة غاڤرونزي الواقعة ضمن مقاطعة بولتاڤا. وذلك فيما كان يُعرف آنذاك بروسيا الصغرى، ويقابل اليوم أوكرانيا على وجه التقريب. كان أهلها، من جهتي الأب والأم، من النبلاء أشراف الريف.
ويبدو أن والدتها تزوجت حبلى بها، وسبّب هذا تعديلاً لتاريخ ولادتها قامت به الأسرة بعد وفاتها على ما يُعتقَد ليغدو عام 1860، وبدا هذا الأخير بمثابة التاريخ الرسمي للولادة كما أقرّته الأسرة.
بعد الزواج بعامين وولادة أخيها بول، افترق الزوجان، وقضت ماري وشقيقها طفولتهما في كنف أهل والدتها وبخاصّة جدّتها التي خصّتها برعايتها، وذلك في مدينة تشيريناكوڤا، في مقاطعة خاركوف. وترعرعت في ظلّ شخصية ستظل حاضرة في الجزء الأعظم من حياتها، وهي شخصية خالها جورج بابانين، وكان رجلاً مثقّفاً واسع الاطّلاع واتّسم بالتهذيب، غير أن إدمانه على الكحول جعل منه شخصية فظّة ومغامراً شرساً…..”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب