كتاب 35 سوناتا – فرناندو بيسوا
هُنا رؤية وتأمل “فرناندوا بيسوا” لوجود روحي وذهني ومادي وطبيعي مرتبك بوضوح، وليس ذلك لأن هذا الوجود كان واضح الإرتباك والرؤية وهو فقط رأى وضوحه ونقله لنا، بل لأنه كان لا يُرى، ولم يكن ليُرى، إلا بعد أن رآه هو… تُوَظِّف “سوناتات” بيسوا الإنجليزية هذه نحواً معقداً مستمداً من النماذج الإليزابيتْية العريقة.
كما تلخص بإعجاز شديد ومكثف فكرته عن الفكر ذاته، فكرته الظاهرية عن الداخل، وفكرته الداخلية عن الظاهر.
يتحدث بيسوا هنا عن وسائله وتقنياته في الشعور، وعن الشعور، وعن كيف يشعر، يتحدث عن الأسئلة الكبرى ومحركات الوجود والعدم، عن الشك واليقين، عن الأصالة والحداثة، المتن والهامش، عن الخداع، والله، والشيطان، والذات، والخير والشر، وتفاهة الحياة والموت والقدر، يتحدث عن الكره والحب، والمنفى والوطن، والخوف والشجاعة؛ يتحدث عن كمال التلاشي، وتلاشي الكمال، عن واقعية الفكرة والحقيقة أكثر من الواقع والحقيقة ذاتهما… هكذا تماماً كما يرى الأشياء، ولا يراها، ويرى أنه لا يراها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب