مسرحية الجحيم – جان بول سارتر
سارتر يعرض فى مسرحيته هذه رأيه فى علاقة الأفراد ببعضهم- هذا إذا أخذنا بهذا الرأى- وهذه المشكلة لم تكن تخطر ببال الفلاسفة القدماء. وهى تلعب دوراً كبيراً فى واقعنا الحالى, وهى تكشف فى الوقت نفسه مشكلة الحرية, وأن الحرية “عندما تكشف عن نفسها تكشف عن حرية الأخرين أيضاً”.
نضيف إلى هذا أننا نريد أن نتعرف بمزيد أكبر على هذا الأديب الملتزم الذى يؤمن بمشاركة الأديب فى مجتمعه, حيث يرى “أن الرواية فعل والروائى ليس له الحق مطلقاً أن يتخلى عن ساحة القتال ويستقر أمناً فوق جبل, ويكون مجرد متفرج”.
“إن الفن إن هو الإنتاج الناس وقد كتب لهم”, كما عبر فى كتابه “ماهو الأدب؟”.
إننا نريد أن نتذوق التفاحة, ولن يتأتى لنا ذلك إلا إذا عضضنا على التفاحة وأنشبنا فيها أسناناً… ولن يتأتى لنا معرفة الحياة إلا إذا إنغمسنا داخلها.
لكل هذا, ولأسباب أخرى فنية يتعرض لها سارتر فى بنائه للشخصيات, وللحدث الدرامى والفنية المسرحية علها تفيد مسرحنا المصرى والعربى- أضع هذه الترجمة لمسرحية “جلسة سرية”, راجياً أن أضع القارئ أمام المؤلف وجهاً لوجه. “ولما كانت الحري المؤلف وحرية القارئ تبحثان عن بعضها وتؤثر كل منها فى الأخرى.. فيمكن أن يقال إن إختيار المؤلف لمظهر معين من العالم يحدد القارئ والعكس صحيح, فى أنه بإختياره يحدد المؤلف موضوعه”.
يكفى أن تبعث المسرحية فينا حيرة, تجعلنا نتساءل عن وجودنا وعن وجود الأخرين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب