مسرحية الحاكم بأمر الله – نوال السعداوي
قد يصدم معنى من معانى هذه المسرحية بعض القراء أو المشاهدين.. وخاصة ذلك الذى يتعلق منه بالنواحى الحساسة فى العلاقات الإنسانية وبالذات علاقة الرجل والمرأة ولكنى أعترف بأن الأفكار والحوادث التى وردت فى المسرحية ليست بالجديدة وليست من خيالى، فقد أخذتها من التاريخ. وأنا لست من حفظة التاريخ لكن الذى يرجع إلى قراءة التاريخ يجد أن الإنسانية مرت بأزمنة غريبة. كان هناك زمن الرقيق والعبيد.. وكان هناك زمن يخصى فيه العبد ليخدم حريم السلطان بغير خشية على الحريم.. وكان هناك زمن الحاكم بأمر الله الذى أدعى الألوهية وقدسه بعض الناس وكان هو يقدس الحمار.
وقد استهوانى التاريخ بحوادثه الغريبة التى تكشف عن بعض الخبايا والتناقضات التى تنطوى عليها النفس المعقدة لذلك المخلوق – الإنسان- ورغم دراستى للطب والجراحة وإدراكى العلمى لجسم الإنسان إلا ان فكرة إخصاء العبيد التى حدثت فى التاريخ ظلت بالنسبة لى غامضة وشاذة توحى إلى بان إخصاء الرجل ليس هو الجراحة أو ما ينتج عنها من عقم مادى بقدر ما هو الإخصاء الفكرى أو النفسى وما ينتج عنه من عقم فى الفكر أو النفس.
نوال السعداوى
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب