مسرحية السحب – أريستوفانيس
تبدأ المسرحية بالشيخ ستربسياديس ” المراوغ ” و هو مالك أراض ، و قد غرق في الديونبسبب حذلقة زوجته ربيبة الصالونات ، و إسراف ابنه فيدبيديس ” المقتصد ” الذي ينفق دون حساب علي هوايته المفضلة ” سباق الخيل ” ، و يسمع الشيخ أن سقراط لديه المهارة ما يجعله قادرا علي قلب الحق باطلا ، فيأمل أن يتعلم ابنه هذه المهارة كي يتخلص عن طريقها من دائنيه ، و من فوائد الديون التي تتراكم عليه كل أول شهر .
و لكن الابن يرفض ذلك لنزقه و عصيانه فيقرر الأب أن يلتحق هو نفسه بمدرسة سقراط التي يطلق عليها الكاتب تهكما اسم ” حانوت الفكر ” و هناك يتعلم الأب من سقراط أن عليه أن يعمل كثيرا ، و أن يقنع بالحياة البسيطة ، و أن يتعبد للسحب مصدر المطر و الرعد لا الإله زيوس كما يعتقد عامة الناس .
و أمام جوقة المسرحية المكونة من السحب كربات يبدأ سقراط في تعليم الشيخ ، و لكن الأخير يظهر من الغباء حدا جعله عاجزا عن التعلم ، لأن ذهنه شاردا في ديونه المتركمة ، لذلك يأمره سقراط بإحضار ابنه بدلا منه لأنه شيخ عجوز كثير النسيان
و بعد ترغيب و ترهيب يحضر الشيخ ابنه كي يتعلم المهارة الريتوريقية ” الكلامية أو الخطابية ” و من ثم يعهد به سقراط إلي كل من منطق الحق و منطق الباطل كي يقوما بتعليمه . و يدور بين المنطقين مشهد جدلي -من أمتع ما كتب أريستوفانيس- و ينتهي بانتصار منطق الباطل .
و بعد أن يتم الابن تعليمه في مدرسة سقراط يذهب إلي والده الشيخ لينقذه من عبء ديونه ، بواسطة الفن الجديد الذي تعلمه علي يد سقراط ، و يتمكن الشيخ ستربسياديس من إفحام دائنيه مستعينا بمهارة ابنه في فن الخداع . و لكن ما إن يتخلص الابن من الدائنين حتي ينقلب علي أبيه بدعوى تطبيق المنهج الذي تعلمه ، فيبدأ في ضرب الأب و يهدد بضرب الأم بحجة أنهما فشلا في تربيته ، و أن من حقه أن يقوم لذلك بتربيتهما و تأديبهما مبررا كل ما يفعله بتبريرات منطقية تظهر أن الحق بجانبه . و حينما يشمئز ستربسيياديس من فحوى هذه التبريرات الباطلة ، و يعجز عن إقناع ابنه بالرجوع عن غيه ، يلجأ إلي حرق مدرسة سقراط باعتبارها أنها سبب كل هذا البلاء .
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب