مسرحية بيت الدمية – هنريك إبسن
لم تحظ الكثير من المسرحيات على المستوى العالمي بمثل التأثير في العادات والتقاليد الاجتماعية الذي حققته مسرحية بيت الدمية رائعة الكاتب المسرحي النرويجي، هنريك إبسن (1828 – 1906). أعطى إبسن الذي يُعتبر واحدا من أهم الشخصيات في الأدب العالمي، حيوية جديدة للفن المسرحي من خلال دمجه للجاذبية الأخلاقية، والعمق النفسي والأهمية الاجتماعية في الدراما البورجوازية الأوروبية والتي كان يفتقر إليها المسرح منذ أيام وليام شكسبير. تصور مسرحياته أشخاص من الطبقة الوسطى في زمانه، أنقلبت حياتهم فجأة رأساً على عقب وأصبحوا يواجهون أزمة عميقة في حياتهم. وتُظهِر مسرحية بيت الدمية، وهي من بين أفضل أعمال إبسن المعروفة، الشخصية الرئيسية في المسرحية، نورا هيلمر، التي تكافح من أجل الحصول على حريتها من دورها في بيت زوجها تورفالد “كدمية”، ساعية إلى أن تعتمد على نفسها وتجد طريقها في الحياة. كان تصوير إبسن للعادات والتقاليد الزوجية في القرن 19 مثيراً للجدل عندما عرضت المسرحية لأول مرة، ولكن سرعان ما تحولت شخصية نورا إلى رمزٍ هام في جميع أنحاء العالم للمرأة التي تكافح من أجل التحرر والمساواة. تم عرض مسرحية بيت الدمية لأول مرة على المسرح الملكي في كوبنهاجن عام 1879، وهو نفس العام الذي أكمل فيه إبْسِن العمل وقام بنشره. نقدم هنا نسخة المطبعة من المسرحية كاملة، مبيضة ومُوقَّعة، في مجلد واحد، من مجموعات مكتبة النرويج الوطنية. وقد تم تسجيل مخطوطات بيت الدمية، والتي وقّعها إبسون، في سِجِلّ ذاكرة العالم التابع لليونيسكو، وذلك في عام 2011.