مسرحية حلم العقل – بويرو باييخو
بدأتْ حلم العقل تختمر لدى مؤلفنا الذي لا ننسى أنه كان في شبابه فنانًا تشكيليًا -بملاحظة عابرة سمعها من صديق له عندما قال: «أعتقد أن جويا كان يسمع مواء القطط». ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي عايش فيها تاريخ الفن الإسباني واستحضر واحدًا من أعلامه الكبار على خشبة المسرح، فقد سبق له أن فعل ذلك مع «بيلا ثكيت» في مسرحية «الوصيفات». لكن المتابع لإنتاج «بويرو» يرى أنه قد بلغ هنا ذروة النضج الفني حيث تفوق على نفسه وبدأ صفحة جديدة في تاريخه الدرامي.
وربما في تاريخ المسرح الإسباني كله، إذ كثيرًا ما كنا نجد مؤرخي الأدب الأوربي يأخذون على المسرح الإسباني المعاصر خاصة بعد لوركا –طابعه المحلي الإقليمي وانفصاله عن التيارات العالمية في أشكالها التقدمية الجريئة، مشيرين إلى خلوة مثلًا من نماذج العبث واللا معقول- باستثناء «أرايال» المهاجر في باريس- وانحصاره في نطاق الواقعية الجديدة التي استنفذت طاقتها وأضحت عاجزة عن الوصول إلى أعماق الإنسان المعاصر.
ولقد كان التعسف والافتعال انتظار مثل هذه الأعمال من المسرحي الإسباني الذي يتبع في تطوره منطقًا فنيًا ليس معزولًا عن التجربة المسرحية العالمية بقدر ما هو خاضع لعوامل قومية تضفي عليه صبغة متميزة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب