مسرحية سليمان الحكيم – توفيق الحكيم
«سليمان: هي القوَّة يا بلقيس، تُعمِي بصائرنا أحيانًا عن رؤية عجزِنا الآدمي وتُنسِينا ما مُنِحنا من حكمة، وتزيِّن لنا المُضِي في كفاح لا أملَ لنا فيه، ما ظنُّكِ بي بعد اليوم؟! ما لونُ ابتسامتكِ إذا ذُكرَت أمامك بعد الآن حكمةُ سليمان؟!»
يستعين «توفيق الحكيم» بما ورد من أخبار عن قصة الملك «سليمان» والملكة «بلقيس» في «القرآن» و«التوراة» و«ألف ليلة وليلة»؛ ليَنسج هذه المسرحية التي عالَج فيها قدرةَ الإنسان الخارقة وعجزَه أحيانًا كثيرة، مختارًا القلب البشري لإظهار هذا العجز، وعلى الأخصِّ عاطفةُ الحب التي من غير الممكِن نيلُها بالقوة، حتى لو استُخدِمت تلك القوة بمنتهى الحكمة. نستشفُّ ذلك من أحداث المسرحية عندما يعجز الجني «داهِش» عن تنفيذ أمر الملك «سليمان» المتمثِّل في إمالة قلب «بلقيس» إليه؛ إذ إن قلبها مُعلَّق ﺑ «منذر»، وهو أسير لديها تعلَّق قلبُه بوصيفتها «الشهباء». وعلى الرغم من معرفة «بلقيس» بحقيقة حب «منذر» و«الشهباء» وتسليمها بذلك؛ فإن قلبها لا يميل إلى الملك «سليمان»، فتكتفي بصداقتهما وتقرِّر العودة إلى مملكتها. وما هي إلا فترة وجيزة حتى أعلنَت الأَرَضة عن موت الملك، بأكلها عصاه المتَّكئ عليها.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب