مسرحية شهرزاد – توفيق الحكيم
«شهريار: قد لا تكون امرأة. مَن تكون؟ إني أسألك مَن تكون! هي السجينة في خِدرها طول حياتها، تَعلم بكلِّ ما في الأرض كأنها الأرض! هي التي ما غادرَت خميلتَها قَط تَعرف مصر والهند والصين! هي البِكر تعرف الرجالَ كامرأةٍ عاشت ألفَ عام بين الرجال، وتدرك طبائعَ الإنسان من سامية وسافلة …»
على النقيض من بريق ليالي «ألف ليلة وليلة» المتلألِئ بشتى ألوان الحكايات، يُفاجِئنا «توفيق الحكيم» في مسرحيته بحالة الحيرة والتيه التي صار عليها الملِك «شهريار» بعد أن أَبرَأته «شهرزاد» من عُقدةِ خيانة زوجته الأولى، وأيقظَت في نفسه هذا النَّهَم العارم إلى المعرفة. يقع «شهريار» في صراعٍ بين نَزعاته المتضارِبة؛ فيُقرِّر الرحيلَ بحثًا عن الحقيقة، ظانًّا أنه أُصيبَ بمرض الرحيل مثل «السندباد»، لكنه يعود إلى «شهرزاد» التي استحالَت هنا إلى رمز المعرفة الكلية الشاملة التي لا تكشِف النقابَ عن نفسِها، ولا تُفشِي أسرارَها لأحد؛ لنتبيَّن في النهاية أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش عقلًا خالصًا، وأن يهجر الحياةَ دونَ أن تموت فيه الحياة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب