مسرحية صلاة الملائكة – توفيق الحكيم
«وهذه الدعوات الخارجة من قلوب نبيلة، أتُغلق من دونها الأبواب؟ ألَا ينبغي أن تجد إلى أسماعنا سبيلًا، وفي أرواحنا مستقرًّا؟ يا لَقسوة أهل السماء إن ردُّوا هذه الدعوات وصدُّوا هذه الصلوات، وتركوها تسقط على رءوس أصحابها الراكعين أصداءً باردةً جوفاء!»
يقدِّم «توفيق الحكيم» مسرحية رمزية بديعة في ستة مَشاهد، تبدأ بحوار بين ملَكَين من ملائكة السماء، يستمعان إلى استغاثات أهل الأرض ودعواتهم، فيقرِّر أحدهما أن يهبط لنَجْدتهم، أو ليشاركهم عذابَهم على أقل تقدير، وحين يصل إلى الأرض يحاور فتاةً وراهبًا وعالمًا، يرمز كلٌّ منهم إلى مكوِّن من مكوِّنات المجتمع، ويكشف الحوار عن الصراع بين الدِّين والعِلم، وتحيُّر العامة بينهما. كما تجسِّد المسرحية الصراع السياسي؛ إذ يتنازع على السيادة طاغيتان يَأْبيان أن يفتحا قلبَيهما لرحمة السماء، وحين يعارِضهما الملَك يُسلِمانه إلى المحاكَمة، فيُقضَى بإعدامه ويُنفَّذ الحكم سريعًا، ليَصعد الملَك إلى السماء مرةً أخرى في مشهد النهاية، وينضمَّ إلى رِفاقه من الملائكة في صلاتهم لأهل الأرض المساكين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب