مسرحية غريب الحارة – عمار علي حسن
تُفتح الستارة على جانب من حارة ضيقة، حيث يمضي شاب وفتاة مسرعين، ورجل يتوكأ على عصاه، وينقل قدميه في تمهل، وامرأة بدينة تبدو شاردة وهي تحمل طفلًا نحيلًا فوق صدرها، وصبي يترنح. بجوار الجدار ملقاة أوراق وقطع قماش، وفوارغ علب مياه غازية وعصائر، وقش وريش طيور.
يظهر مقهى صغير على الجانب الأيمن، تجلس فيه قلة من الزبائن، تشدو خلفهم بصوت خفيض أم كلثوم بأغنية “فات الميعاد”. في الجانب الأيسر تظهر مكتبة مكدَّسة واجهتُها بكتب تراثية ذات أغلفة سميكة داكنة الخضرة، عناوينها مذهَّبة، وأخرى معاصرة ذات أغلفة مختلفة الألوان، وبعض أدوات مدرسية، تتدلى على واجهة المكتبة. قطع ملابس، مغسولة، ومعلقة في حبال ممدودة بين وتدين صغيرين، مرشوقين عند نافذتين ضيقتين.
على مقعده الدائم بالمقهى يجلس “منَّاع يوسف غندور” الموظف بمصلحة السجون، وأمامه على الطاولة فنجان قهوة سادة، وجريدة “أخبار الحوادث” وكتاب غلافه أزرق، مكتوب عليه “علم الاجتماع الجنائي”. في مواجهته، يجلس “سعفان زكي بنداري” صاحب المكتبة، الذي كسدت سلعته في السنوات الأخيرة، لكنه لا يتخيل أن تكون له مهنة أخرى، بعد أن جرى به العمر حتى عَبَرَ باب الستين.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب