مسرحية محمد الرسول البشر – توفيق الحكيم
«محمد (وحيدًا في بلاءٍ يستعين ربه): أيْ ربِّ! … إليك أشكو بلائي … أيْ ربِّ … ابعث إليَّ وحيك! … لقد سألوني عن الروح، ولا أعلم بمَ أُجيب! أيْ ربِّ … أنَسِيتَني؟ اللهم إني لَفي بلاء!»
جاءت هذه السيرة تلبيةً لانشغال «توفيق الحكيم» بإبرازِ صورةٍ صادقة عن الرسول «محمد»، لا تكون من صنعِ قلمٍ يأخذه الحماس على حساب الحقيقة. وقد أبرز من خلال تلك السيرة — التي تناوَل فيها حياة النبي من يوم مولده إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى — صورةً إنسانية عظيمة للنبي تقوم على فكرةِ كَونه بشرًا، مستندًا في ذلك إلى الأحاديث النبوية الصحيحة وكتب التاريخ والسيرة الموثوق فيها، مع حِرصه الشديد على عدم التدخُّل فيها، بل الاكتفاء بالرؤية الفنِّية الإخراجية غير المفتعَلة؛ من خلال إعادة ترتيب تلك الأحاديث لتأخذ شكلَ الحوار، مُلتزِمًا بالنَّص التاريخي كما ورد في كُتب السِّيَر؛ وهو ما منَحها روعةً بيانية وبلاغية.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب