رواية هكذا خلقت – محمد حسين هيكل
رواية ” هكذا خلقت ” إن قصص النساء كثيرة وليست هذه البطلة في غمار هاتيك النسوة اللاتي أحببن أو أبغضن ، كما تحب كل امرأة وتبغض ، بل إن لحبها وبغضها لطابعاً خاصاً بها ، إن حديث البطلة عن نفسها جعل القصة أكثر واقعية في تصوير عواطفها وحسبي أن أذكر أن حديث البطلة عن نفسها جعل القصة أكثر واقعية في تصوير عواطفها وإحساسها ، وتطور هذه العواطف والمشاعر في دخيلة وجودها ، وهي في غمرة المضطرب الذي تعاني العيش منه ، إن ما صورته رواية ” هكذا خلقت ” لا يزيد على أنه أثر من آثار التطور الإجتماعي الذى شهدته مصر ، ولا تزال تسهده ، وإذا كان في البطلة شذوذ غير مألوف فهو يصور واقعاً قلَّ أن يجتمع كله في نفس واحدة في فترة واحدة من الزمن ، فهو يرسم لا ريب صورة من صور تطورنا المتصل في هذا الدور الحاضر من أدوار المجتمع المصري ، وبعض البلاد الشرقية معرَّضة لأن تمر بهذا الدور مثلنا !