كتاب طغاة مبدعون – عبير عواد
هل تظنون أن إصدار حُكمٍ على الطُّغاة، أمرٌ سهل؟
هل تظنون أن وصف إنسان بطاغية، دون الوقوف على الأسباب التي ساهمت في صُنع ذاك الطاغية، أمر مقبول؟
فليكن! هذا خياركم.
أما أنا فبِتُّ أعتقد بأهمية الوقوف مليًّا بنظرة مطولّة أمام كل حالة إنسانية، شائهة، سادية، عنصرية، معقدة، وغير مفهومة أو مقبولة طبقًا للحد الأدنى من فَهْمِ طبيعة النفس البشرية الموغلة في التعقيد.
لا تعني تلك النظرة تبرئة الطاغية من أفعاله، ولا تعني إيجاد أعذارٍ له، إنما تعني أن النظرة الأولى عند الحكم على الأشخاص عمومًا ليست كافية، فما بالكم بالحكم على أشخاص غير عاديين بالمرة، بغض النظر عن تصنيفهم كطُغاة، علينا ألا ننكر أنهم غيروا العالم، وأعادوا رسم طبيعة الحياة فيه وتشكيلها، كان لهم دور مرسوم وموسوم بهم.
ويبدو أنه كان عليهم القيام به شاؤوا أم أبوّا، وعلينا القبول بهذا شئنا أم أبينا!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب