رواية الجاكرندا – محمود حسانين
(كانت هي التي تبثه شعاع المعرفة, دائما يستمد من عينيها الكلمات التعبيرات كل الحروف التي خطتها إليه كانت مفاتيح الطلاسم في حياته, كانت كالزمن الجميل الذي مضى وترك له الذكرى تتخلل في ثناياه إلي الأبد، وتلك الوخزات التي تصيب القلب كلما مرت به ذكراها, أو ومضة من هذا الزمن, أو كلما لفته رائحة من هذا العبق الفاني, الذي بتذكره يسرح العقل، ويشدو القلب، وتتركز كل الأعضاء لتقف كوقفات الحداد على ما مضى، وتنتبه الأحاسيس على دهر بأكمله لا يتحرك.
يوما قرأ على صفحتها, مع إشارة إليه منشور مرفقا مع صورة لها:
أعترف لك بأنني كنت امرأة عاشقة, لأنني فشلت في الاحتفاظ بك أطول فترة ممكنة, لأنني عجزت أن أكون مثلهن في كيدهن, كنت أقول لنفسي أنت تستحقين اللقب”مس إجيبت”, لم أرتد لك أقنعة الخداع التي يمارسن بها الحب, سامحني لأني كنت عاشقة, كنت عاشقة غبية أو كما تقول طيبة, لم أغير نبرات صوتي, كنت أظن أن الصدق لوحده يكفي, وأن النقاء في الحب أبقي, وأن الغياب إن حدث فالوفاء أقوى, فسامحني يا معشوقي وكل ذاتي فلعل الغد يفاجئنا بلقاء.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب