رواية أوميجا – محمود عبد الحليم
العالم يسعى للوصول لنقطة الأوميجا بكل ما أوتى من قوة..
هل يعرف أنه يفعل هذا أو لا؟
لا فرق، فالنتيجة واحدة..
وحتى لو كان هذا بأثمان باهظة وعلى حساب شعوب كثيرة..
مهما كان يدرك هذا، فالعالم في مجمله، وعبر ملايين السنين، لا يبالي بشيء في سبيل الوصول لتلك النقطة..
العالم يسعى لمزيد من التقدم، مزيد من النمو، مزيد من المعرفة، مزيد من الأدوات والاكتشافات..
حتى تقترب شيئاً فشيئاً من نقطة الأوميجا..
حتى تصل لمجتمع حقق منتهى كل شيء، وصل لأقصى نقطة في القمة، بحيث تحيل كلمات كالكمال والمثالية والأحلام لإحدى المفردات البسيطة التى تشكل جزء ضئيل من هذا المجتمع..
لا وجود للمجاعات والحروب..
لا وجود للأمراض والأوبئة..
لا وجود للفقر، للبطالة..
الفيروسات والبكتيريا والطفيليات الضارة لا وجود لها..
لا مجال للظلم، للجريمة بمختلف أنواعها..
الجميع متساوون، كافة الحقوق والواجبات متساوية، لا يوجد فضل لأحد على أحد..
لا يوجد تمييز، لا توجد تفرقة عنصرية على أي أساس..
لقد وصلت لذروة الكمال في كل مجال يشبع الحاجات الإنسانية..
وماذا بعد ؟!
ماذا بعد أن وصلت لذروة العلم؟
بعد أن وصلت لذروة الأمان؟
بعد الوصول لأقصى معدل للصحة العامة؟
بعد اختفاء الأمراض والأوبئة والمجاعات والحروب والجرائم؟
بعد وصول مستوى اشباع الحاجات الإنسانية الأساسية والثانوية ومستوى رفاهيتها للذروة؟
بعد أن عم السلام الجميع؟
بعد انعدام الطبقية والعنصرية؟
ماذا بعد أن أشبعت فضولك المعرفي كله؟
ماذا بعد ذلك؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب