قصص عربية
كتاب وقت جيد للتحليق – بيتر ماهر
“سرقنا أول رأسٍ والبقية تأتي”.
قالها الخفير بصوتٍ عالٍ، ونبرةٍ تحملُ معانيَ الانتصار.
القريةُ مترقبةٌ.. ماذا سيحدث لفنانها الأول على يد العمدة وأعوانه.
الفنان “محسن الشريف”، اعتاد نحت التماثيل ومزجَ كلِّ تمثالٍ بشخصية صاحبه.
رأى في العمدة أنه حمار يسوقه المأمور فنحت جسده على شكلِ حمارٍ، ورأسٍ بشريٍّ يُشبه العمدة. كان أبو الهول هو أهم مصادر فكرة محسن مع اختلافِ الزمن.
دار نموذجُ الحمار الجديد القرية، فلم يعد الأمرُ يُطاق أبدًا من سخريةِ الأطفال على عمدتهم؛ فكلما رأوه رددوا: الحمار أبوديل، الحمار أبوديل.. بل ميَّز محسن الحمار بذيلٍ أطول من المعتاد الطبيعي.
لصوصُ القرية، يخشون من ذلك اليوم الذي ينحتهم فيه، يتَّقون شرَّه خائفين من قتله الذي قد ينشرُ الفتنة، فالجمي.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب