كتاب الجندب يلهو حرا في شوارع القاهرة – مينا ناجي
مع ذلك، عندما جريتُ -فور إغلاقي الاتصال مع صديق لم أكلمه منذ ثلاث سنوات، قبل أن تنتهي الدقيقة الأولي- حين رأيتُ أمارات الهلع والرعب في الكتلة البشرية المُنقطّة التي تجري نحوي فزعة كنعاج هائجة رفيعة في ميدان التحرير، استدعى ذهني فوراً اليوم الذي لم أجر فيه وأقسمتُ بعده أن أجري فور اندلاع الخطر مثل الباقين.
كنتُ بدأتُ ممارسة رياضة الجري منذ فترة، لكن أنفاسي انقطعتْ سريعاً. توقف الناس حولي. نظرتُ خلفي لأجد المجموعة التي أقف معها ساكنة تنظر لبعضها في حيرة، بعد أن اتضح أن الأمر خُدعة أو إشاعة. كانت مصدومة وتهدئها بنت أخرى، مزحتُ حتي ألطف الجو وأهدئها. هي لا تستطيع أن تجري. بسبب شعوري الصاعد بالذنب لأني تركتها وجريتُ، كنتُ أقنع نفسي طوال المسير أن علي المفتقدين جميعاً إلي سند ألاّ يلموا بعضهم، وأن مجموع الجزر المنفصلة لا يكوِّن أرخبيلاً، بل مجموعة من الجزر المنفصلة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب