رواية الأشجار النحاسية – ليوبكو ديريش
“كان البخار يتصاعد. الهواء هنا راكد وساكن كأنه في حظيرة كبيرة مغلقة. كما هي الحال قبل العاصفة. اقتربت بما يكفي من البقعة المظلمة لمشاهدتها. فوق الرمال الرمادية كانت أريكة ذات أرجل خشبية منحنية بشكل رائع وإطار منجد بالمخمل الأحمر.
تربَّع على الأريكة رجلٌ غريب، في وضعية مريحة، يرتدي بدلة سوداء من ثلاث قطع. بنطال أسود وقميص فضفاض، وصدرية وسترة سوداوان، وربطة عنق سوداء فوق قميصه. كان للرجل شعر أسود طويل يتخلَّله شَيبٌ يصل إلى كتفيه. وجهه شاحب طويل، وعيناه مغطَّاتان بنظارة سوداء. وحاجباه بين الأسود والرمادي، يتحركان وغالبًا ما يقفزان فوق إطار النظارة. احتضن الرجل جيتارًا كهربائيًّا. على الجيتار، بقدر ما استطاعت أن ترى، لا توجد أوتار.
مرَّر الرجل ذو الثياب السود أصابعه العنكبوتية على الأوتار المتلألئة غير المرئية. غمر اللحنُ الصَّحراءَ بأكملها، كان واضحًا وشفافًا وسائلًا تمامًا، كما لو أنه من الفضاء.
من المفاجأة، سحبت دارتسيا رأسها إلى ما بين كتفيها. لدهشتها التي لا حدود لها، تعرَّفَت فيه على جيمي هندريكس. أخيرًا، باتت دارتسيا أمام الرجل ذي الثياب السود. ابتسم بصدق وقال:أخيرًا.”
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب