مسرحية أصحاب السعادة الزوجية (من وحي الحياة الزوجية) – توفيق الحكيم
«صلاح: يا زوجتي! … ارحميني! … ماذا فعلت في دُنياي يا ربي! … إني مُوقِن لو أن الله تعالى أرسل لي ملكَيْن من السماء لمُلازَمتي وتتبُّع خُطاي … وجاءا إليكِ بعد ذلك يا تحية يَشهدان لي بالاستقامة وحُسن السير والسلوك … لاتَّهمتِهما بالمُداراة عليَّ والتحيُّز لي … ومكثتِ على ظنِّكِ السيئ بي.»
زوج يفعل الأفاعيل ليستفزَّ غيرةَ زوجته، لكنها تقابل كلَّ محاولاته بلامُبالاةٍ شديدة، وتكرِّر على مسامعه دائمًا أنها تثق به، وأنه لا يمكِن أن يخونها مهما بالَغَ في ادِّعاء ذلك. وفي المقابل، نجد زوجَين آخَرَين؛ الزوج شديد الإخلاص ولا تعرف الخيانة طريقَها إلى قلبه، والزوجة لا شاغلَ لها سوى الشكِّ فيه واتِّهامه بالخيانة، ليجد نفسَه طوال الوقت مُطالَبًا بالدفاع عن نفسه ضدَّ خياناتٍ لم يرتكبها، ولم يحدِّث نفسَه بها قَط. والمفارَقة التي يبني عليها «توفيق الحكيم» هذه المسرحيةَ الممتعة، هي أن المرأتَين شقيقتان، وأنَّ الرجلَين يحسُد أحدهما الآخَر بشدَّة، فيودُّ هذا لو كانت زوجته أحرَّ دمًا، ويرجو ذاك لو كانت زوجته أعقلَ وأقلَّ غيرة، وبين النموذجَين مساحة لتأمُّل مَشاعر الغيرة بين الزوجَين، وتأثيرها على سعادتهما.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب