مسرحية المخرج – توفيق الحكيم
«ومَن هذا الذي يجهل الآن أن المخرِج هو كل شيء في الرواية؟ … تأمَّلي جيدًا أي فيلم سينمائي … هل تظنين حوادثه ومفاجآته تقع بالمصادَفة؟ … أو تتتابع من تلقاء نفسها، وأشخاصه تحيا وتتصرف اعتباطًا أو ارتجالًا؟ … مستحيل أن يكون الأمر كذلك!»
لعل من أكثر الأشياء أصالةً في الإنسان قُدرته على المحاكاة والتقمُّص! لكن يبدو هذا الأمر متناقضًا؛ إذ كيف تكون المحاكاة — وهي نقيض الأصالة — من أكثر الأشياء أصالةً؟! أحد أسباب تفسير ذلك هو أننا نعيش في خيالنا حياةً كاملة موازِية لحياتنا الواقعية، ربما أكثر مما نعيش في واقعنا، وربما تَملَّكتنا فكرةٌ ما فأنسَتنا حقيقتَنا وجعلتنا نتصرَّف وَفْقها بالرغم من أنها ليست ذاتَ صلة بحقيقتنا! وهذا ما جرى في هذه المسرحية للممثِّل «أحمد علوي» الذي جسَّد شخصية «عطيل» في فيلمٍ من بطولته؛ إذ أُصيب بخلل في قُواه العقلية من أثر الإجهاد الفني جعله لا يفرِّق بين الحقيقة والتمثيل، وهو ما أدَّى إلى طعْنِه زميلَه الذي جسَّد دور «ياجو» الخائن! فمَن المذنِب؟ أهو «علوي» أم المخرِج الذي أغراه بإتقان الدور والصدق في تقمُّصه، وتوعَّده إن لم يفعل ذلك؟!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب