مسرحية عمارة المعلم كندوز – توفيق الحكيم
«عندما طلب منها العريس أن يرى العروس أو صورتها، سحبَته في الحال من يده وأرَته العمارة، فقلَّب عينه فيها من فوق لتحت، ومن تحت لفوق، والتفت إلى الخاطبة وقال: على بركة الله!»
«المعلم كندوز الجزار»؛ هذا هو اسمه بين أهل حارته، لكنه أيضًا «المعلم مدبولي بك» في سياقٍ آخَر! هذه هي اللعبة التي يلعبها المعلم دائمًا، يغيِّر بعض الأسماء والهيئات والألقاب فيترقَّى اجتماعيًّا طبقةً أو طبقتَين كي ينجز بعضَ المهام أو يتمِّم بعض العقود. هذا ما اعتاده حتى في تزويجه بناته! فهو يتستَّر وراء عمارته ذات الموقع المتميز حتى يصطاد عريسًا ذا مكانة اجتماعية مرموقة يتقدَّم إلى إحدى بناته ليتزوَّجها، ويتمِّم العريسُ العقدَ على أساس هذه الصورة الذهنية التي أوحَت بها العمارة، لتتكشَّف له الحقيقة بعد ذلك بعد أن يفوت الأوان! لكنَّ الصدفة تقود أحدَ الشبَّان وأمه إلى عمارة المعلم ليسأل عن شقة للإيجار، فيظنه المعلمُ العريسَ المرتقَب ويهيمن سُوء الفَهم على الحوار، وتتم الصفقة بين طرفَين يريد كلٌّ منهما شيئًا مختلفًا، ويكتشفان الأمرَ بعد فوات الأوان!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب