كتاب الغابة البرتقالية 2 – أبو سفيان الحوتي
الغابة البرتقالية محاولة لتكثيف وتركيز وتلخيص التجارب، محاولة لدمج عالم الغابة أو بالأدق عوالمها بتصرفات وسلوكيات البشر أو بالأدق (عوالمها)!
قد تنجح مقولة في ذلك وقد تفشل مقولات! وقد يصل معنى وقد يهرب آخر! وقد تأتي معانٍ أعمق وأفضل وأكبر من المقصود عند الكتابة! فيكون القارئ مشاركًا نشطًا، يطارد المعاني كأنها الفرائس! ويصطاد منها مما هو أفضل من القريب الواضح المباشر! وتتحقق الإفادة مع المتعة!ينتقم القارئ بمقولة من الظالمين، ويدعم بمقولة المجتهدين! ويتحفز بمقولة عن المقاومين!
قد تكون المقولة البرتقالية ذهبية عند قارئ، وتكون المقولة نفسها (عبارة) عن حديد صدئ عند آخر! لأنها تمثل القيمة والمعنى في سياق ما عند الأول، ولا يتحقق ذلك مع الآخر!
كل مقولة بالغابة البرتقالية حالة متفردة بذاتها، ومعنى مكتمل حتى وإن تعارض مع معنى في مقولة أخرى! فليس ذلك عيبًا في الغابة البرتقالية، ولكنه محاولة لربط المقولات في استمرارية متصلة! وهو ما قد يحدث في بعض الحالات النادرة، لكنه الاستثناء في الغابة البرتقالية التي تتعامل مع كل مقولة من مقولاتها في سياق محدد خاص منفصل!
قد تغضب مقولة حزب المدافعين عن الحمار! أو الداعمين للقرد أو المؤيدين للذئب!
ويكون الغضب دفاعًا عن الحيوان نفسه أو دفاعًا عما (يُتصوَر) أنه المقصود خلف الحيوان!
تلك معضلة في مقولات الغابة البرتقالية أو باب مفتوح على معضلاتها!
معضلة تستمر مع الكتاب الثاني كما كانت بالكتاب الأول!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب