كتاب ملك العالم – رينيه غينون
يتناول الكتاب موضوع الأديان المقارنة، وفيه يناقش مؤلفه مفهوم “التقليد البدئي”، باعتباره أصل كلّ التقاليد الدينية في العالم، التي مهما اختلفت في الظّاهر، فإنّها تسعى إلى الحقيقة نفسها، أي إلى هذا الهدف النّهائيّ من الوجود البشريّ المتمثّل في التّوحيد وإدراك ماهية الهويّة المتعالية التي تتحكّم في مصيره والتي تضبط إيقاع مختلف أطوار حياته، وترمي إلى بلوغ هذه الحالة الرّوحيّة الأصليّة التي فقدها الانسان باستبعاده من “الفردوس” أو أرض “بارديش” السّنسكريتيّة، وظلّ يبحث عنها مستعينا بمعارف منزّلة أو بتعاليم روحيّة خاصّة.
ويشير أيضا رينيه جينون، في كتابه “ملك العالم”، إلى هذا “الملك” الغامض الذي يرعى الشّئون الرّوحيّة للبشر، ويحتفظ بهذا “التّقليد” في الأرض التي يتعذّر على العاديّين بلوغها.
وتُعتبر هذه الأرض مستودعا عالميّا للمعرفة المتعالية والقوى الخارقة للطّبيعة. يسودها السّلام وتنتفي عنها كلّ مظاهر العنف.
ولم يمنع غموض وضعيّة هذه الأرض بروزَ مقاربات مختلفة تربط بينها وبين مدن أخرى ذات طابع مقدّس من قبيل “لاسّا”، مركز “اللاميّة”، أو “روما” أو “القدس” أو “مكّة”.
ولا شكّ في أنّ ظهور هذه المدن في أحقاب تاريخيّة معيّنة وطبيعة المواقع التي أقيمت عليها لا يمكن أن يكون أمرا اعتباطيّا، بل أمرا محدّدا بقوانين دقيقة جدّا، جعلت منها مراكز مهمّة سيّرت الشّأن الرّوحيّ للبشر في مناطق واسعة من الأرض.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب