كتاب فلسفة نيتشه للمبتدئين (هذا هو الإنسان) – روديجر شميدت وكورد سبريكيلسن
يعد كتاب “هذا هو الإنسان” وقصائد “ديونيسوس – ديثيرامنبس” – ذات القوافي الحرة- آخر الكتابات التي أعدها نيتشه نفسه للطباعة والنشر، ففي ٤ يناير ١٨٨٩ تعرَّض نيتشه لانهيار عصبي في ساحة كارلو ألبرتو في تورينو نتيجة لمرض الزهري العصبي، ممَّا أدَّى لتوقف إنتاجه الأدبي فيما عدا مجموعة صغيرة من الرسائل القصيرة التي كتبها بعد انهياره، والتي عُرفت فيما بعد باسم “رسائل الجنون”.
حدث جدل منذ البداية حول كيفية تقييم كتاب “هذا هو الإنسان”، هل يجب اعتباره نصًا جديًّا لنيتشه بالفعل؟ أم مجرد تعبير عن الانهيار الفكري الوشيك؟
يبدو أنَّ مثل هذا التقييم الذاتي التالي يُشير بالفعل إلى الانهيار الوشيك: “إنَّ الأفراد العظماء هم الأكبر سنًّا، لا يمكنني فهم ذلك، لكن يوليوس قيصر يمكن أن يصبح والدي – أو الإسكندر، أو ديونيسوس”
وعلى الرغم من ذلك، فقد تميَّز نيتشه بالفعل بالأفكار المُتطرفة والصيغ الوقحة، فيمكننا مُقارنة ذلك مع المسودة التالية التي كتبها في عام ١٨٨١، أي قبل سبع سنوات من نشأة “هذا هو الإنسان”: “أنا لست بحاجة للشهرة، إنَّ اعتزازي بما لديَّ من أصول فكريَّة يكفيني، أنا أعيش الآن بالفعل ما أثار زرادشت، وأفلاطون، وبروتوس، وسبينوزا، وميرابوا، وبداخلي بعض الأشياء التي استغرقت آلاف السنين حتى تصبح جاهزة، ولم تستطع الخروج إلى النور إلا الآن”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب