كتاب حديث الصمت – ميشال مافيزولي
هل ينبغي لنا أن نقول كل شيء، ونتكلم بلا حدود حد الكفر، فنجازف بذلك بتدمير ما يؤسّس المجتمع، أي الإجماع الضمني حول قيم مشتركة؟ يقتحم ميشال مافيزولي، بما نعرفه عنه من سعة علم واطّلاع، لجة هذا السؤال عاملاً على فهم سر عودة «القدسي» في التديّن المعاصر الذي كنا نعتقد أننا تجاوزناه بفعل الحداثة، والحال أننا بتنا بلا جدال نشهد عودته بقوّة وحيوية لا يمكن إنكارهما. إنها الحاجة الجماعية في مجتمعاتنا للتوحد العاطفي، أي للتواصل ولذوبان الذوات الفردية في الذات العظمى، أي في الآخر الإلهي، والآخر البشري. ومن خلال نص شعري جميل وذكي ومتبصر، يقودنا مافيزولي نحو استكشاف عالم جماليات التصوّف والشعائر الدينية الجماعية التي تعتمد «اللغة» الصامتة، داعيًا إلى عقلانيّة حسّية تحترم الإلهي وتجنبنا آثار العقل الضارّة. فهل يصعب علينا إدراك أنّ إنكار المقدَّس هو الذي يؤدي حتما إلى عودة المكبوت التي تتصدّر عواقبه الدموية عناوين الصحف الرئيسية؟ ألا يمكن لأسطورة التقدّم والاحتفاء البالغ بمقولة الحرّية والتبجّح بالعقلانية وكلماتها الرنّانة الفارغة، أن يقودنا إلى تدمير العالم والعقول؟ قد يكون الأجدى أن نتعلم الصمت، ففي الصمت حكمة تندّ عن الوصف… ويقصر عنها الكلام !

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



