كتاب التفكير الشامل (الإنسان وكونه) – إدغار موران
ما دمنا لا تعلم البشر من هم، ستظل معرفتنا بذواتنا تشكو من فجوة خطيرة إلى أبعد الحدود، ومن نقص شديد الضرر، وإن هذا النقص لمن أكبر مصادر الوقوع في الخطأ والأوهام عن أنفسنا وعن حيواتنا.
لقد تجاهلت قرون من الهمجية، بما في ذلك تاريخنا الحديث، إنسانية الآخرين، إنسانية مجموعة عرقية أخرى أو أصل آخر أو ديانة أخرى، وها أنّ هذه الهمجية تعود من جديد… لا شك في أن المعرفة الملمة بالكائن البشري بكل ثرائه المركب هي أمر ضروري ويمكن أن تساهم في تحسين العلاقات بين البشر، هذه العلاقات التي تعاني من الهمجية ليس فقط بين الشعوب وبين الأديان، وإنما أيضا وفي كثير من الأحيان بين الناس حتى في نفس المكتب وفي نفس الجامعة، تصبح العلاقات همجية عندما لا نفهم الآخر إلا من خلال الحكم عليه: «أوه، إنه مجرد أحمق أوه، إنه مجرد وغد!»، أو عندما نحط من الآخر إلى مرتبة الكلب أو الخنزير أو الحثالة. فأعداء الفهم هم اللامبالاة والازدراء والكراهية، أما الفهم فيشتمل في الوقت نفسه على الاعتراف بالآخرين والشعور بالإنسانية المشتركة معهم في كنف احترام اختلافهم.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب