رواية بودا بار – لنا عبد الرحمن
“بودا بار” اسم الرواية ومما يرد في الرواية عن الاسم : “مضت دورا في طريقها وهي تفكر بكلمة “بودا بار” وتجاور كلمة “بودا” مع كلمة “بار” جمعهما معاً في مفردة واحدة تكون دلالة على ذروة الروحانية والمادية في آن”.
فبودا لها معناها الروحى فى الاجواء الآسيوية،وكأن هذا البار وهذا الحي وهذه المدينة تجمع البراءة إلى جانب الجريمة، تجمع المقدسات إلى جانب المدنسات، فإلى أية جهة تميل الكفة؟
التعبير عن حالة من الصراع تُخيّم على الرواية عبر تجاور كلمتي «بودا» و«بار»، في امتزاج روحاني وأرضي معاً، تجعل الأبطال تائهين في دوامة تحولات سريعة تحدث للمدينة ولهم، وتدفعهم للسؤال عن جدوى البقاء أو الرحيل، أي عن “فكرة الهوية”.
وتدور أحداث الرواية في أحد أحياء بيروت العتيقة، التي كانت تقع سابقاً على خطوط التماس في سنوات الحرب الأهلية.
وفي هذا الحي يلتقي مجموعة من الأبطال الغرباء وتتقاطع مصائرهم، حيث تبدأ الرواية بوقوع جريمة قتل «جمانة» المرأة الفاتنة الغامضة بكل ما يحمله حضورها واختفاؤها من دلالات رمزية،الرواية رحلة كشف لانكسارات مرحلة الحرب والسلم وانعكاس هذا على الأفراد، في تشظيهم وندوبهم العميقة، وبحثهم عن الأمان.
يلاحظ القارئ الرمزية التي تلعب عليها الكاتبة،ويكتشف أن الجمال مصيره أن يُغتال في بيروت وفي مدننا العربية عموماً، فيرد على لسان إحدى الشخصيات:”الجمال الفائض لعنة لأنه يقترن بسوء الحظ أن ذنب جمانة الوحيد هو أنها كانت بارعة الجمال فاتنة فقُتلت وكذلك هي حال غزال والدة دورا الشخصية الرئيسة، لقد كانت غزال من الجمال بمكان فعُذبت واضطُهدت وعوقبت إلى أن ماتت.
فهل تراه يكون الموت والعقاب مصير كل ما هو جميل؟ هل الجمال هو الخطيئة التي لا تُغتفر في مجتمعاتنا؟ هل يجب أن تتحمل المرأة الجميلة عواقب هذه الهبة الربانية؟
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب