رواية الست زبيدة – نوال حلاوة
وسألتهم عن أصحاب البيت الأصليين ، فقالوا : رحلوا من زمان حين قرات هذه العبارة في الرواية شعرت أني اصبت بدوار البحر ترى لماذا ذهبت نوال حلاوة الى الذاكرة التي تسكنها لتقع في شِباكها ؟ لمْ تّكتب نوال سيرة ذاتية بل كَتّبت سيرة جمعية ، كانت تكتبني وتكتب كل فلسطيني عانى اللجوء والتشرد ، لقد كتبت البحر بكامل تفاصيله، بصياديه ومراكبه الخشبية الزرقاء وأشرعتها البيضاء تستكين على شاطئه، كتبت الحياة الفلسطينية بأدق تفاصيلها ونجحت في أن يسير الواقعي والمتخيل معا.
انها ليست رواية كتبتها بالكلمات وانما لوحة رسمتها بالالوان ، الأزرق طاغٍ بكل حضوره الاستثنائي ، كيف لا ؟ وبحر يافا ازرق والسماء زرقاء ، جاءت الكلمات مثل مهرجانٍ للألعاب النارية ، تضيء سماء النكبة المظلمة ، حضرت فلسطين مثل سيدة باسودٍ مطرز بلون الحب وأناقة تتهادى مثل فرسٍ أصيلة تسابق الريح، لم تنتهج نوال في روايتها هذه نهج البكائية والفقد، بل نسجت روعة الحياة وبهجتها، والازدهار الاقتصادي والثقافي آنذاك، جاءت بتاريخٍ كامل يؤسس لذاكرة جمعية تبقى عبر الزمن وللاجيال التي ستأتي، سيدركون أن هناك مدينة اسمها يافا ، عاشت بجوار البحر وسيعرفون أيضاً أنها كانت تنتج برتقالاً حلو المذاق وليمونا مثل كرات الذهب.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب