رواية علي خايف – علي الرواحي
هالني ما رأيت داخل عقلي ففتحت عيني. ابتسم السيد الجالس أمامي بسمرة وجهه الوسيم. عفوًا يا سيدي لك وجه يبدو مألوفًا لي. أنا زرياب، أعظم مغنٍّ في الأندلس. زرياب! نعم، والآن أخبرني لماذا تلوك كلمات ليست لك. ينعجم لسانك بها وتضيع روحك وتفقد إبداعك؟ لا أعلم، هكذا أشعر بأنني أستطيع التعبير عن نفسي. لقد سخر الجميع من هُويتي. فقدت الثقة بنفسي. وانتشلتْني من ضياعي كلمات أجنبية. أردت التحرر من القيود والثورة على الواقع الذي أنكرني. أردت الصراخ لأن المجتمع به صممٌ. وددت أن أبين لهم أنهم لا يملكون الحقيقة المطلقة. أتريد نصيحتي؟ حسنًا يا سيد زرياب. أرى أن تقف في صف نفسك وتمنحها القياد ولا تألُ جهدًا في تجويد فنك. لا تستعجل الأمور وتجاهل السواد الذي بداخلك من أجل أن تعثر على النور.
نُرافق بطل رواية «علي خايف» في رحلته لاكتشاف ذاته وتحقيق حلمه بأن يصبح نجمَ روك. نخوض مع أفكاره في صراع الهُوية الذي يعانيه. ويأخذنا في متاهة عقله الباطن لنسافر إلى أبعد مكان في الكون والذي يقع قريبًا بين أضلعنا، لا نرى العالم بعينيه فحسب بل بخياله أيضا. يُشكِّك علي خايف بكل شيء محاولًا التمسك بحلمه كأنما يتشبث بالحياة نفسها.
هذه روايةٌ أبعد ما تكون عن الاعتيادية والمألوف، سواء في أسلوب السرد واللغة أو تحويل الأفكار إلى كلمات وصور. يمزج الكاتب الواقعية مع الفنتازيا ويلبسها حُلَّةً عصريةً، آخذًا أسلوب التداعي الحُر للأفكار إلى بُعدٍ آخر، حيث الأفكار وحديث النفس يُمسكانِ بزمام السرد.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب