رواية يمين طلاق – شيماء سعيد
دقة والثانية والثالثة على الباب جعلته ينتفض من موضعه بلهفة، يعلم صاحبة تلك الدقة جدا، رغم ما يحمله من يأس إلا ان أصابه بصيص من الأمل ليرأها للمرة الأخيرة..
فتح باب المنزل وأخرج بعدها تنهيدة طويلة مرهقة، مرر عينيه على كل جزء يظهر منها بشوق، ذبلت وردته الجوري، بشرتها ذهب لونها، عينيها تفتحها بمعجزة من كثرة البكاء، بلحظة حمقاء فتح ذراعيه لها..
لأول مرة تشعر أنها سقطت من فوق برجها العالي، غرورها منعها من الحذر لتلك اللحظة، ابتسمت بتعب وألقت بنفسها بين ذراعيه هامسة :
_ شوف وصلنا لفين؟!..
أين وصلوا؟!.. لحافة الهاوية،، أعتصر جسدها بقوة أكبر.. ما أصعب العناق الأخير!! تركت لنفسها الاستمتاع بهذا الأمان لعلها تقدر أن تعيش على هذه الذكرى المتبقية لها..
طال الصمت وطال معه تشبث كلا منهما بالآخر حتى قدر على استجماع شجاعته وابتعد..
نظرت إليه بعتاب ليرد لها النظرة مردفا :
_ تفتكري إحنا وصلنا لهنا بسبب حبي الزيادة ليكي واستغلالك لده؟!..
حركت وجهها برفض قائلة :
_ لأ بسبب اندفاعك كان لازم تعمل حساب إن كلمة أنتِ طالق مش سهلة عشان تتقال ببساطة كل شوية..
للمرة المليون تثبت له كم هي أنانية، ابتسم ساخرا ثم رد عليها :
_ ترفعي ايدك عليا وعايزاني آخدك بالحضن، تعرفي يا هند الحب لوحده عمره ما كان كفاية عشان يبني بيت..
علقت يديها بعنقه ثم قالت برجاء :
_ حقك عليا يا شريف أوعدك.. أنا تعلمت الدرس خلاص، هما تلات شهور كمان وهرجع مراتك تاني..
أومأ إليها هو يعلم من أعماق قلبه بصعوبة ذلك، خرجت منه تنهيدة حارة قائلا :
_ امشي يا هند امشي، خليكي فاكرة دايماً إنك كسرتي ضهري قبل قلبي..
جملة أخيرة قالتها ثم رحلت من أمامه كأنها كانت طيف لحلم جميل تمنى أن يراه :
_ بحبك يا شريف.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب