رواية منتصف الشمس – مريم العجمي
“الليلُ على الجبهةِ طويلٌ وموحشٌ، في ليلةٍ من ليالي نوْبات الحراسة، حرق عمّك عامر العلم الإسـ .رائـ يلي من مكانه على جبهتِنا، تراهنّا على خمسةِ جنيهاتٍ صحيحةٍ إذا فعلها، طلب منّي أن أختار العلمَ الذي سيحرِقه، كنتُ أظنُّه يمزح، لكنه كان جادًّا في قوله، الأعلامُ البَغيضةُ على الجانبِ الآخر من القَنال على بُعد كل مئة متر رشقوا واحدًا، احْرِقْها كلّها يا عامر، لن تحتاجَ لعفاريتك، النيرانُ في قلوبنا تكفي”.
“بمُثابَرةٍ ودأبٍ تنسجُ مريم العجمي خيوطَ روايتها التي تبدأها من نقطة توتُّر عالية وتسحبُ القارئ معها إلى حاضرٍ مُثقل بالماضي وشخصيات حيواتها مغلقة على سرٍّ تلو الآخر. تبدو الكتابة هنا فعل تحرُّر: تحرُّر من أشباح ماضٍ حافل بالألغاز ومن قيود حاضر مُحاصَر بالماضي. لا تنفصِل الحكاياتُ الصغيرةُ لأبطال “مُنتصف الشمس” عن السرديَّة الكبرى الخاصة بالحرب، بل تتضافَرُ معها، لتكشفَ الكاتبة عن كثير من المَسكوت عنه وتُسائِل مفهوم البطولة ومعنى أن تَنْدَمِل الجُروح على ما فيها من صَديد”.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب