قريبا

كتاب سطور الوجع – محمد جلال فراج

يستمرّ الكاتب محمد جلال فراج في مشروعه “ريحة الورق”.. ومع الكتاب الثاني “سطور الوجع” يفتّش في قُصاصاته ويلصِقها بجوار بعضها البعض ليخرج لنا حكاياتٍ لم يلتفت إليها أحدٌ، ففي هذا الكتاب يأخذنا إلى الأيام الأخيرة لرشدي أباظة وكيف تحدّى الموت، ثم يرصُد العلاقات المتشابِكة في عائلة بديع خيري وابنه عادل ونزاع الأخير مع ماري منيب، يضعُنا أمام ذنب توفيق الحكيم، ومأساة محمد فوزي، يُرينا آخر مشاهد صلاح منصور على سرير الموت، ويصدمنا بالمفارقة بين عبد الفتاح القصري وزينات صدقي على الشاشة وفي واقعهما الأليم، ونعيشُ معه مآسي ليلى مراد وابنها زكي. نفتش معه عن إبراهيم عبد الرازق.. ونبكي عمر خورشيد وأحمد زكي، لنغلق آخر صفحات الكتاب على صورة شيرين سيف النصر.

ويقول في مقدمة كتابه: “هذا الكتاب ليس اجترارًا للأوجاع ولا استعذابًا للدموع ولا استهدافًا للتراجيديا، لكنه محاولة -فقط محاولة- لرصد لحظاتٍ حياتية ومفارقات إنسانية شابتها القسوة وغلّفتها الأحزان في حياة مبدعين مرّوا من هنا، بعد أن كانوا قبل قليل قد ملأوا الفضاء العام بهجةً، وأضافوا للرصيد القومي كثيرًا من السعادة، حتى ظنّ الناس أن حياة هؤلاء منزوعة الألم، ولا تعرف الكروبُ طريقهم وتخطئهم دائمًا سهامُ الزمن الغادرة، وهو تصوُّر تنفيه تلك السطور لكن ليس على طريقة “بوستات” التشفّي أو لملمة الريتشات على شبكة الإنترنت المُدججة بالأكاذيب، بل هي سطور صادقة خرجتْ طازجةً من رحمِ أوجاعِهم.

إن دروبَ الحياة كثيرة ومُتشابكة متخمة بالتعرّجات القاسية تارةً والليّنة تارة أخرى، عاشها أبطال هذا الكتاب بحلوها ومُرّها، ورصدت الصحافة الورقية الحلو وسجلت المرّ أيضًا تسجيلًا دقيقًا مليئًا بالتفاصيل ومُشبعًا باللقطات الإنسانية الملهمة التي تحتاجُ إلى عين “راصدة” لا عين “خاطفة” والفرق كبير بين العينين لأن الثانية تلتَقِم المشهد العام المنشور دون وضعِه في سياقِه الزمني والإنساني، وتدور به مهللةً عبر صفحات السوشيال ميديا مع وضع عناوين رنّانة تخطف القلوب وتجلب الشير وتستقطب الباحثين القدامى عن “مقاطع البلوتوث الساخنة””.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

لتحميل ومناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى