رواية بياض ساخن – سهير المصادفة
“أتأمّل السقفَ العالي ككُل أسقف المباني القديمةِ في الزمالك، وأتأكّد أن نجفته العملاقة ليس بها شِبْلٌ صغيرٌ مختبئٌ لينقضّ عليَّ بين لحظة وأخرى. أحتشِدُ للكلام وأنا أحاول السيطرة على ارتعاشَةِ فكيّ اللاإرادية ولكني لا أستطيع التفوّه بحرفٍ واحدٍ، بل أظلّ أشهقُ بدون توقفٍ وأنا أسترجعُ اللحظة التي رأيتها فيها فور دخولي إلى ميدانِ التحرير، حيث تتناثرُ في أرجائه آثار حُفر زرع منصَّات التحدّث باسم الثورة… الصباح مختنقٌ بروائح عطنة، وفارغ من نسماته البكر، وملوثة إطلالته بالدماء المتخثرة، والميدان أصبح خرابة لها سحنة ساحرة شريرة؛ لا زهرة فيه، ولا نافورة تُطلق رذاذها المُنعش في وجوه العباد فتهذِّب أرواحهم”.
من خلال شخصيةِ عبلة نعيش عالمًا خاصًّا جدًّا تقدمه لنا الكاتبة سهير المصادفة في روايتها “بياض ساخن” والتي تدور أحداثها بين عامي 2012 و2013، لنرى الشخصية الرئيسة في الرواية تعيشُ الجنون وتسير في الشوارع بحثًا عن هويتها، وتطرح الرواية المزيد من التساؤلات والإسقاطات الاجتماعية والسياسية عن تلك الفترة.
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب