كتاب إمبراطورية الخطأ – جيرالد برونير
في الواقع، إذا تخيلنا كائنًا لديه إمكانية الوصول في أي وقت، وفيما يتعلق بأي موضوع، إلى معلومات قيمية وكاملة يمكن أن يدرك أهميتها، فإننا نفهم أن هذا الكائن لن يكون عُرضة للخطأ في أي لحظة، ولكن دائما، على العكس من ذلك، تحركه المعرفة العقلانية الموضوعية. ولذلك، لأننا لسنا آلهة كليي المعرفة، يمكننا أن نرتكب الأخطاء: فينا، الوجود والمعرفة ليسا شيئًا واحدا.
يمكننا أن نرتكب أخطاء في: تفاعلاتنا، وقراراتنا، وأفعالنا، ولكن هذه القدرة على الخطأ أيضا هي التي تضمن استقلاليتنا. في الواقع، نحن أحرار طالما أننا لا نمتلك المعرفة الإلهية ولدينا معرفة جزئية فقط بالمستقبل المحتمل. وإلا، فإنَّ قراراتنا لن تكون إلا النتيجة الحاسمة للحسابات العقلانية الموضوعية التي تأخذ دائمًا الخيار الأفضل. ستتساقط منا جميع خياراتنا كما تسقط الثمرة الناضجة من الشجرة. بطريقة محددة، يسهم النقص في الوعي الفردي، وهو شرط إمكانية وجود أخطائنا، في هويتنا كفاعل اجتماعي مستقل. وبالتالي، فإن إمبراطورية الخطأ هي في العمق إمبراطورية إنسانية.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



