كتاب يومياتي في اليابان – فيروز شوقي
ليس سهلًا وصف شدة إعجابي واندهاشي للمرة الأولي حينما وطأت قدماي مطار طوكيو ورؤيتي لمضيفات وموظفي اليابان وجمالهم ونظافتهم ونظامهم وابتسامتهم، لحظات لا تُنسَى، وقتها لمعت عيناي ولم يستطع لساني النطق إلَّا بكلمة واحدة “واو”.
مطار في غاية الروعة، ابتسامة لا تفارق الوجوه، منتهى اللطافة، نظام وخفة ورشاقة المضيفات والموظفين، لا يكفي كتابة سلسلة مقالات في حب مطار اليابان، وكأني قد هبطتُ حقًّا في كوكبٍ آخر، كوكبٌ من عالم الخيال، حالة من الانبهار تتملكني، والأغرب أنني بعدَ عامٍ من حياتي في اليابان، ما زلت أَكتب تفاصيل هذا اليوم بالانبهار نفسه.
انتظرت في مطار طوكيو بضع ساعات حتى موعد طائرتي الأخيرة إلى هوكايدو، حيث الشاي الياباني المُقدَّم إلينا وكنت لأول مرة أتذوقه، وتجلس إلى جواري سيدة يابانية، وكانت مُعجَبة بابني طول الطريق، بالنسبة لهم هو طفل من عالم موازٍ لا يشبه أبناءهم ولهذا فهو مثير للانتباه؛ ولكن كان ابني مثيرًا للمشكلات أيضًا، كان يودُّ اللعب بكوب الشاي الأخضر ولكن ما زال بالكوب بضع القطرات من الشاي ليسكب ابني ما تبَقَّى على السيدة، لقد كنتُ في قمة الحرج ولكنَّ السيدة أصرت على ملاطفته والابتسام له واللعب معه أيضًا، كانت تلك الطائرة هي ألطف طائرة مررت بها، كم وددت بقاء تلك السيدة بجوار ابني حتى أصل لمنزلي!
تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب