رواية سجن الموتى – أحمد أسامة
ستخوض تجارب غريبة وترتاد عوالم أغرب وتقابل من ينتمون لعالمك ومن لا ينتمون، ستراهم يتلقون العذاب صنوفًا وألوانًا، ولن تجروء على المساعدة, ستغمض عيناك وتتمنى لو فقأتها وهى مقبلة على رؤية ما يشيب له الفانون أمثالك، ستتمنى لو لم تولد وتتمنى لو بإمكانك قتل نفسك ولن تفعل، ستتمنى لو لم يتقابل أبويك، لو لم تأتِ إلى هذه الدنيا التي قادتك إلى عالمنا.. ستندم ولن نغفر.. فلا تلومن إلا نفسك… لأنك أنت من فعلت ذلك بها.
طرقت سلمى باب غرفة والديها عدة طرقات ولكن دون رد، فأدارت المزلاج وفتحت الباب لتجد والدتها نائمة بمفردها على السرير، فتدثرت تحت البطانية بجانبها وشعرت بها جيهان فاحتضنت طفلتها ذات الأربعة أعوام باسمة، طفلة رقيقة تحمل من البراءة قدرًا هائلًا قادرًا على جعل الشياطين تبكى من فرط براءتها كما يقول الإنجليز، جدير بأن يجعل ناظريها أسرى نظراتها الساحرة بعينيها الخضراوين التى ورثتهما عن سليم والدها، وينساب شعرها الذهبى على خديها الأحمرين ليصيبا من يراهما برغبة عارمة فى التهامهما أو تذوقهما بقبلة على أقل تقدير.. آية فى الجمال بحق.. تعرف جيهان ذلك ودائمًا ما تدعو الله أن يحفظ ابنتها الوحيدة. استكملا نومهما سويًا، ثم استيقظت جيهان بعد أن استردت جزءًا من وعيها لتسأل نفسها أين سليم؟ لقد انتظرته طويلًا بالأمس، لكنه لم يأت رُغْمَ أنها نامت فى وقتٍ متأخرٍ جدًا على غير العادة حتى هاتفه لا يرد.. بحثت عن هاتفها عَلَّهَا تجد منه رسالة أو مكالمة أثناء نومها، وحين وجدت الهاتف لم يكن يحمل لها أى جديد.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



