فكر وثقافة وإيديولوجيا

كتاب كلام محمد رؤى محمد – عبد الكريم سروش

آوامر القرآن ليست على مرتبة واحدة، بمعنى أنها صادرة من الأعلى إلى الأدنى، وإنما هي حوارات بين النبي ومعاصريه، مؤمنين وملحدين، أهل کتاب أو أميِّين، حوارات هي من صميم المجتمع وتصوراته القبَلية القديمة، وبلغة عربية نابعة من عمق التاريخ والثقافة العربية ذات قدرة واستيعاب خاص ومحدود. وكذلك هي رؤى سمعية وبصرية استعراضية.

ولذا التعبير بوصفها رؤيا (محمد) أكثر انسجامًا من كونها كلام محمد أو كلام الله.

ينبغي قراءة النص القرآني على أنه كلام محمد وصادر عن لسانه حقًّا ونتاج عقله ومخيلته، وقراءة القرآن بهذه الطريقة تعطي معنى جديدًا سيقلب الكثير من المجازات إلى حقائق ويغير الكثير من المبهمات والشبهات، من دون الحاجة إلى زيادة تكلف وتأويل، أقلها شبهة الجبر والاختيار.

معرفة الرؤى القرآنية ستوفر على قدماء المفسرين محاولاتهم في باب التأويل الذي فتحوه بجهد واجتهاد غير موفَّقين لحل المعضلات التفسيرية، وتوضح بسط التجربة النبوية كانت تسلسلًا منطقيًّا للقبض والبسط النظري للشريعة، وحاليًّا كلام (محمد)؛ رؤيا (محمد) هو استمرار منطقي لكليهما، وللتوضيح أقول: إن أهم فرضية يمكن من خلالها فهم وإدراك كلام (محمد) هي فرضية الرؤى.

علاقة الرسول بالقرآن ونسبته إليه علاقة حضور إلهي فعَّال، ومن وراء حجاب، أما بالنسبة إلينا فهي علاقة تُشعر بوجود الرسول فيها أولًا، وثانيًا هناك أنشطة أخری نشاهدها من دون حجب وموانع، وهذا الشيء لا يمكن إدراكه إلا على القول.

هذه الملاحظات المركزة والمخفية نوعًا ما سنوضحها في هذا الكتاب، وليجد القارئ بعون الله فهمًا صحيحًا وواضحًا لمعنى القرآن الكريم، وكلٌّ مُيَسَّر لما خُلق له، والله ولي التوفيق.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب

للتحميل اضغط هنا

لمناقشة الكتاب فى جروب قهوة 8 غرب اضغط هنا

كتب من نفس القسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى