كتاب نهاية الشجاعة (من أجل استعادة فضيلة ديمقراطية) – سينتيا فلوري
ترى مؤلفة الكتاب أن في لحظة ما، يواجه كل عصر من عصور التاريخ سقفه الكئيب، وكذلك يفعل الفرد حين تعترضه فترة إنهاك وتأكّل الذات. وتقول إن هذا هو اختبار نهاية الشجاعة، وهو اختبارٌ لا يضع ختمًا لزوال عصر أو إنسان، لكنّه يبقى في أساسه شكلًا من أشكال العبور التلقيني؛ لحظة تَقابل مع الأصالة. فنهاية الشجاعة هي لحظة تصادم مع معنى الحياة الهاربة، هي السيطرة غير الممكنة على الزمن، وهي لقاء مع المحدودية والأهلية المحتملة للزمن الطويل. فعصور تاريخنا هي عصور استعمال الشجاعة واختفائها، ليس إلّا! في هذه الحالة، لا تستطيع الديمقراطية ولا الأفراد الصمود أمام الإذلال الخُلقي والسياسي.
يقع هذا الكتاب في قسمين. الأول، آيات الشجاعة؛ والثاني، سياسة الشجاعة، ويتفرّع كل منهما إلى عناوين فرعية. في القسم الأول، وتحت العنوان الفرعي الشجاعة أو ظلمة الضوء، تقول فلوري إن جورجيو أغامبين يعرّف الإنسان المعاصر بمدى قدرته على أن يكون شجاعًا، وبمعرفته كيف يثبت ظلمة الحاضر، “بمعنى آخر، أن يبطل الأضواء التي تشع على العصر من أجل أن يكتشف الظلمات. إن الإنسان المعاصر هو من يدرك ظلمة زمنه كشيء يخصه ولا يكف عن مساءلته، شيء ما، أكثر من أي ضوء آخر، موجه ناحيته بصورة مباشرة وفردية. معاصر هو من يتلقى ملء وجهه حزمة الظلمات المتأتية من زمنه”. وتضيف: “ليس يكفي لكي نكون شجعانًا أن نثبت النظر على ظلمة العصر، لكن كذلك أن نشعر بضوء ما في داخل الظلمة نفسها، ظلمة بقدر ما هي موجهة نحونا، تبتعد عنا بصورة نهائية. أو أكثر: أن نكون مواظبين على موعد لا يمكننا إلا أن نتخلى عنه”.
في باب الشجاعة ومعنى الخوف، تقول إن الإنسان الشجاع ليس من يتجاهل الخوف، ولو كان الأمر كذلك لكانت المسألة عادية؛ إذ يكفي كي تكون شجاعًا ألا تشعر بالخوف، أن تحجبه وتتنكر له، وتخفيه هناك حيث لا تعلم. وتضيف: “توفّق الشجاعة بين الاستقامة والمرونة. هي مرنة باعتبار إمكان تطابقها تمامًا مع السعي الحثيث إلى الحياة والاستمرار في الحياة بدل الموت، لأن الاستمرار في الحياة والقبول بالموت هما سبيلان متناقضان، لكنهما ضروريان للشجاعة”.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



