كتاب مطربات بلاد الشام (تراجيديا الحياة والفن والسياسة) – محمد منصور
انتزع محمد منصور المسيرة المظفرة لهذا الفن الذي ما زال الناس يستمعون إليه بشغف، ما شكل امتحاناً له كصحافي متابع للحركة الفنية، وباحث مدقق في الحياة الدمشقية. ومن حسن حظنا أن المحب للفن الشامي، مال به هواه الدمشقي إلى آفاق الطرب، وأنقذت مخالطته الحميمة للغناء كتابه من الوقوع في هوة الندب على ما مضى، بينما هو لم يمض، يسري في الأسماع والأفئدة. وإذا كان ثمة من مأساة أو مآسي، فقد كانت أيضاً مأساة هذه البلاد، فلم تنجُ منها سير المطربات، فكأن كل سيرة تسرد سيرة وطن.
ثمة الكثير مما يمكن أن تستشفه في هذا الكتاب. أما ما غاب عنه، فهو ما أراد صاحبه قوله بين السطور، إن الفن ليس ذاك الذي رعته عهود الإستبداد، ولا الذي أطلق في مناسبات التصحيح والقمع والتشبيح والتهليل لقادة الإنقلابات والميليشيات والمسيرات الشعبوية الديماغوجية، هذه لا تصنع فناً، بل كانت السجل القبيح للفن المريض بداء الخنوع والفساد والإفساد … إذ للفن كرامة لا يستقيم من دونها.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



