كتاب ساعات في المكتبة – فرجينيا وولف
لا تكتفي وولف في مقالاتها بطرح الأسئلة الكبرى عن ماهية الرواية أو معايير الجمال الأدبي، بل تعيد تشكيل اللغة نفسها لتحمل أسئلتها؛ فأسلوبها – الذي يمزج بين الشعر والنثر، وبين الجمل القصيرة الحادة والفقرات المتدفقة كموجة – هو جزءٌ جوهريٌّ من مضمون رسالتها، وهكذا تتحول مقالاتها إلى عوالم مصغّرة تُجسّد فيها الأفكارَ عبر الإيقاع والصورة.
وعلى تنوّع فصول الكتاب، من فلسفة القراءة إلى تشريح فن الرواية، فإنه يشكّل نسيجًا عضويًّا واحدًا يعكس رحلة فرجينيا وولف في البحث عن جوهر الكتابة والقراءة.
وهو ليس دليلًا لفهم أدبها فحسب، بل مرآة لعصرٍ بأكمله، كان يتلمّس حداثته عبر كُتّابٍ مثلها، امتلكوا الشجاعة ليكسروا القوالب الجامدة، ويخلقوا لغة جديدةً لقضايا جديدة.
في هذه الصفحات ستسمعون صوت فرجينيا وولف كما لم تسمعوه من قبل: أديبةً ثائرةً، وفنانةً لا تعبأ بالحدود الفاصلة بين الأجناس الكتابية، وقارئةً شغوفةً تهمس لنا من زاوية المكتبة: «اقرأوا كما لو أن حياتكم لا تقوم إلا على فعل القراءة وحْدَه».

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



