رواية الرجل ذو القناع الحديدي – ألكسندر دوما
هل تساورك الظنون أحيانًا؟ تكون صفحات التاريخ القديمة تخبئ بين طياتها أسرارًا تضاهي أشد الخيالات غرابة وفتنة؟ الجواب يتقدمه في قلب فرنسا حيث كانت شمس لويس الرابع عشر تشرق ببريقها الذهبي على عرش لا يضاهيه عرش تحت هذه السماء الذهبية نسجت رواية «الرجل ذو القناع الحديدي»، تحفة ألكسندر دوما، حكاية آسرة تأبى أن تركن في زاوية الواقع العادي. إنها ليست مجرد قصة تاريخية عابرة، بل هي رحلة ساحرة عميقة في دهاليز القصور الملكية الفخمة، حيث تتصادم المؤامرات الخفية مع الولاءات المتناقضة التي تتمزق الإنسان بين الواجب والعاطفة، فتلتقي الشجاعة المطلقة بأعتى أشكال الظلم والقهر.
تقدم لك هذه الرواية شخصية لن تفارق ذاكرتك أبدًا: سجين غامض، محكوم عليه بلعنة ارتداء قناع حديدي بارد يطمس هويته ويخفي ملامحه إلى الأبد. من هو هذا الرجل الذي يجبر على العيش خلف هذا الحجاب المرعب؟ وما هو السر الرهيب الذي يجعل وجوده بحد ذاته تهديدًا وجوديًا لرش فرنسا، يدفع بمصيره إلى أن يختم خلف قضبان خفية لا ترى؟ هل هو شخصية سياسية خطيرة، دفنت حية في غياهب السجون؟
مع كل صفحة تقلب، تعزز نفسك مكافحاً في مطاردة ملحمية تلهب الحواس وتشعل الفضول، يقودها فرسان دوما الأسطوريون الذين أسروا وجدان الأجيال وسكنوا مخيلتها دارتانیان بوفائه الذي لا يتزعزع كالصخرة الراسية، وآثوس بنبله الشامخ الذي يعانق السحاب، وبورثوس بقوته الجبارة التي تهز الجبال، وأراميس بذكائه الماكر الذي ينسج خيوط المؤامرات بدهاء. ستعيش معهم لحظات عصيبة من التوتر الذي يعصر القلب، تصهر فيها مرارة الخيانة المعتمة مع سمو الفداء المضيء، بينما تتضافر جهودهم لفك رموز لغز عتيق حُفر في صميم تاريخ فرنسا، وتهدد تداعياته بقلب كل الموازين وإعادة تشكيل مصائر الممالك.

تذكر أنك حملت هذا الكتاب من موقع قهوة 8 غرب



